عملات اليوم: روسيا تحارب ارتفاع الروبل بينما تقاوم تركيا تدهور الليرة
عملات اليوم
خلال الأشهر الخمسة الماضية ومنذ اندلاع الحرب على أبواب القارة العجوز إثر الاجتياح الروسي لأوكرانيا، شهدت العملة الروسية رحلة عصيبة هبطت فيها إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق عند 158 روبل لكل دولار ثم تعافت إلى أعلى قيمةٍ لها منذ ما يزيد عن 7 سنوات، حتى أن الكرملين انتقل من دراسة قرارات لحماية عملته من الانهيار إلى التحضير لقرارات لإضعاف عملته لئلا تؤثر على القدرة التنافسية للصادرات الروسية.
وبعد أن جمدت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون ما يزيد عن 330 مليار دولار جرى تداول الروبل الروسي اليوم عند 52.569 للدولار بعد أن أغلق البارحة عند 53 روبل للدولار، وتشير البيانات أن المركزي الروسي قد يلجأ لشراء عملات دول صديقة للسيطرة على الارتفاع الهائل للروبل. ووفقًا لتصريحات لوزير المالية الروسية، فإن وزارة المالية ووزارة التنمية الاقتصادية الروسيتان قد تضحيان بجزء من نصيبهما من ميزانية 2022 للتدخل وشراء عملات أخرى إلى احتياطيات الدولة لاستعادة العملة إلى سعرها الأمثل عند 70 إلى 80 روبل لكل دولار.
إلى الجنوب قليلًا من روسيا، يواجه المركزي التركي ظروفًا عصيبة في ظل هبوط الليرة التركية لتقترب من ملامسة مستوى 17 ليرة لكل دولار مع الكشف عن ارتفاع العجز في ميزان التجارة الخارجية التركية بنسبة مخيفة تقترب من 155% ليزداد من 4 مليار و155 مليون دولار في يونيو العام الماضي إلى 10 مليارات و 350 مليون دولار خلال يونيو الجاري وانخفضت تغطية الواردات للصادرات في تركيا من 80% في مايو 2021 إلى 64.5% من مايو 2022. الأمر الذي قوض جهود الحكومة التركية للسيطرة على الأسواق وكبح جماح التضخم غير المسبوق الذي تشهده البلاد.
يجدر بالذكر أنّ النسبة الأكثر من واردات تركيا تأتي من الاتحاد الروسي، إذ تصل قيمة الواردات من الاتحاد الروسي إلى أكثر من 4.5 مليار دولار، تليها الصين بأكثر من 3 مليار دولار، ومن ثم ألمانيا بما يقترب من 2 مليار والولايات المتحدة بـمليار ونصف وإيطاليا بمليار و350 مليون دولار. وتشكل هذه الدول مجتمعة ما نصيبه أكثر من 40% من واردات تركيا الكلية وفقًا لبيانات رسمية.