تحليل اليورو دولار خلال جلسة تداول يوم الجمعة 25-2

ارتفع اليورو اليوم مقابل الدولار الأمريكي خلال جلسة تداول يوم الجمعة محققًا بعض الاستقرار

ارتفع اليورو اليوم مقابل الدولار الأمريكي خلال جلسة تداول يوم الجمعة محققًا بعض الاستقرار بالقرب من مستوى 1.12، والذي يعتبر بالطبع مستوى محوري ونفسي هام ويحظي بكثير من الاهتمام. ولهذا ففي حالة اختراق هذا المستوى للأعلى فمن المحتمل ان يواصل اليورو ارتفاعه مقابل الدولار الأمريكي تجاه المتوسط المتحرك الأسي لـ 50 يومًا. وتشير التوقعات إلى أنه من المحتمل أن تكون منطقة التماسك القادمة بالنسبة لليورو / دولار أمريكي محصورة ما بين مستوى 1.12 ومستوى 1.15. ولهذا فإن أي ارتفاع فوق مستوى 1.12 سيكون محور تركيز واهتمام من التجار في سوق الفوركس. وفي الوقت ذاته ستكون هناك العديد من الفرض لتعرض اليورو للبيع عند ظهور أي إشارات بالوصول إلى ذروة الشراء عند أي ارتفاعات في المرحلة القادمة.
وقد ساهم في ارتفاع اليورو اليوم الجمعة تصريحات “كريستين لاجارد” رئيس البنك المركزي الأوروبي، والتي أشارت إلى أن البنك المركزي الأوروبي قد يستمر في مساره نحو تطبيع السياسة النقدية. وقالت ” لاجارد” في مؤتمر صحفي عقب اجتماع المجلس الأوروبي لوزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية: “هدف التضخم الذي يضعه البنك المركزي هو 2% على المدة المتوسط كما ذكرت قبل ذلك، ونحن نعتمد في قراراتنا على البيانات الاقتصادية ونتابعها بعناية شديدة”.
ومن الجدير بالذكر أن تداول اليورو يوم الخميس كان على بُعد تكات بسيطة من المستوى المحوري 1.11 يوم أمس الخميس وسط التداعيات الأولية لمحاولة غزو روسيا لأوكرانيا. وفي يوم الجمعة ارتفع بقوة وسط التعافي على مستوى عالمي، وحقق المزيد من الارتفاع في الساعات الأخيرة من جلسة التداول الأوروبية.
قبل ما شهدناه من أحداث في الأيام الأخيرة، كان اليورو مدعومًا خلال الأسابيع الأولى من شهر فبراير من تصريحات لاجارد التي أدلت بها عقب اجتماع السياسة النقدية الأخير للبنك المركزي الأوروبي، والتي أشارت فيها إلى أن مخاطر التضخم في منطقة اليورو آخذة في التوجه للارتفاع، قبل أن تعارض التأكيد على أنه سيتم رفع أسعار الفائدة أيضًا، وقولها أنه من غير المرجح أن يتم هذا خلال هذا العام.
أدى ذلك إلى بالتالي زيادة معدلات الثقة الأسواق المالية، نتيجة المضاربات لصالح اقتراب نهاية مرحلة أسعار الفائدة السلبية، على الرغم من التداعيات المترتبة من التوغل الروسي في أوكرانيا على التوقعات الاقتصادية على المستوى الأوروبي والعالمي. وبالتالي أصبح السؤال الغالب في الأسواق المالية ما إذا كان من الممكن أن تتغلب مثل هذه الافتراضات بشأن أسعار الفائدة على الصراع الحالي.
وتسود آراء بين بعض المحللين بأن عودة اليورو/ دولار أمريكي إلى مستوى 1.12 قد يكون بسبب محدودية العقوبات الاقتصادية التي تبنتها كل من أوروبا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة نتيجة التوغل الروسي في أوكرانيا. وقد يكون هذا ناتج عن أن العقوبات التي تم الكشف عنها يوم أمس قد تكون أقل صرامة مقارنةً بالتوقعات، وخاصة فيما يتعلق بقطاع الطاقة في روسيا اعتقادا بأن الحرب قد تنتهي بسرعة. وبالتالي، من غير المتوقع أن يكون لتلك العقوبات التي تم الإعلان عنها حتى الآن أي تأثير على قطاع الطاقة الروسي، والذي يمثل يعتبر أساس الفائض كبير في الحساب الجاري الذي يدعم الاقتصاد الروسي. والحقيقة أن العقوبات تستهدف بشكل أكبر رجال الأعمال الروس.
وفي ظل ترقب الأسواق المالية لتضييق السياسة النقدية المتوقع بقوة من البنك الاحتياطي الفيدرالي في وقت قريب، فإن هذا يعني أن الدولار الأمريكي قد يتفوق في أداءه على اليورو بشكل عام، وبالتالي فإن أي ارتداد صعودي في حركة اليورو قد تكون قصيرة الأجل. هذا بالإضافة إلى أن المخاطر الجيوسياسة الحالية الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية قد تؤثر سلبًا على معدلات الرغبة في المخاطرة بشكل عام في الأسواق المالية، الأمر الذي يزيد من قوة احتمالية زيادة قوة الدولار الأمريكي مرة أخرى. والحقيقة أن اليورو/ دولار امريكي قد يكون من أكثر أزواج العملات تأثرًا بالحرب الجارية خاصة وأن أوكرانيا تبعد خطوات عن الإتحاد الأوروبي.

انقر على نجمة لتقييمها!

انقر على نجمة لتقييمها!

متوسط التصويت 0 / 5. عدد التصويت: 0

لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يقيم هذا المنشور.

زر الذهاب إلى الأعلى