العملة الأوروبية تسير نحو الهاوية والدولار يسرع السقوط
العملة الأوروبية تسير نحو الهاوية والدولار يسرع السقوط
تواصل العملة الأوروبية الموحدة مسيرة تراجع مخزية أمام سيد العملات، حيث سجل اليورو اليوم الأربعاء مستوى متدنيًا جديدًا عند 0.9545 دولار وهو ما لم يسجله منذ أكثر من 20 عامًا، وجاء هذا بالتزامن مع تفاقم أزمة الطاقة في أوروبا وتوجه القارة العجوز نحو ركود اقتصادي.
وتساهم قوة الدولار، المنافس الرئيسي لليورو في إضعاف الأخير. إذ سجل الدولار أعلى مستوى مؤخرًا عند 114.67 نقطة، وهو ما أثر سلبًا على تداول اليورو أمامه بشكل افتراضي. من جانب آخر، تهاجر الأصول من كل أصقاع العالم نحو الملاذ الآمن الأقوى حاليًا وهو الدولار.
وفي حين تتزايد التصريحات من أعضاء مسؤولين في الفيدرالي الأمريكي حول خطورة التضخم الذي تعيشه الولايات المتحدة وتأثيره غير المسبوق على حياة المواطنين والاقتصاد الوطني، مما يرفع الرهان على مواصلة الفيدرالي لسياسته المالية العنيفة. وجاءت هذه التصريحات في الأسبوع التالي مباشرة لرفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة إلى 3.25% وهي المرة الخامسة في 2022، وقد صرّح باول في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع الأخير بأن الفيدرالي مستعد لدفع الاقتصاد الأمريكي نحو درجةٍ من الركود إذا كان هذا ما يلزم لدفع خطر التضخم.
من جانبها، تعيش أوروبا أحلك أيامها منذ عقود، حيث بدأت غازبروم عملاق الطاقة الروسية إجراءات لوقف جميع خطوط الإمداد إلى الاتحاد الأوروبي مساء البارحة الثلاثاء، في خطوة ضغط جديدة على أوروبا نظرًا لموقفها من الكرملين عقب حرب الأخير في أوكرانيا.
ولا يتوقع الخبراء أن يتمكن اليورو من التعافي أمام الدولار واسترداد مكانته فوق خط التكافؤ، بل من المتوقع أن يصل إلى ما دون 0.90 دولار. ويعود السبب الأساسي مع قوة الدولار إلى تأثير ارتفاع أسعار الطاقة على القطاع الصناعي والإنتاجي، وهو بدوره سيؤثر بشكل واسع على أسعار السلع ومعدلات التبادل التجاري في المنطقة.